19 أبريل 2025
لبنان

الرّاعي ترأّس القدّاس الإلهيّ في العاقورة والمناسبة؟ 

مع أبناء العاقورة، وبعد استقبال حاشد، احتفل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة تأهيل كنيسة مار جرجس وتثبيت ذخائر مار جرجس والإخوة المسابكيّين، بمشاركة راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون. 

بعد الإنجيل المقدّس، كانت للرّاعي عظة بعنوان “فيما كان زكريّا الكاهن يقوم برتبة البخور في الهيكل تراءى له ملاك الرّبّ” (لو 1: 10)، قال فيها: 

“1.اللّيتورجيا هي الوسيلة الّتي يتمّ فيها لقاء الله بالإنسان، وهي عمل الخلاص بالمسيح، الوسيط الوحيد بين الله والبشر (1 طيم 2: 5). فالمسيح يعلن البشرى، ويشفي القلوب التّائبة (أشعيا 61: 1؛ لو 4: 18)، كطبيب الأجساد والأرواح (إغناطيوس الأنطاكيّ). 

2. يسعدنا مع أبرشيّة جبيل وراعيها سيادة أخينا المطران ميشال عون، ومع رعيّة المسيح في العاقورة العزيزة ومع كاهنها الفاضل الخورأسقف رزق الله أبي نصر، أن نحتفل بهذه اللّيتورجيا الإلهيّة، بمناسبة تأهيل كنيسة مار جرجس- العاقورة، وتثبيت ذخائر مار جرجس والقدّيسين الإخوة المسابكيّين. 

إنّ جمال هذه الكنيسة بحلّتها الجديدة، يعكس جمال نفوسكم يا أبناء وبنات العاقورة الأحبّاء، وقد توّجتم الدّعوة إلى هذا الاحتفال بكلمة بولس الرّسول: “أنتم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم” (1 كور 16: 3). 

فمبروك عليكم كنيسة مار جرجس الجميلة، جمال نفوسكم “كهيكل الله”. 

3. هذه الكنيسة الجميلة هي المكان الأنسب لعبادة الله، الحاضر هنا فيها: يكلّمنا عندما نقرأ كتبه المقدّسة، يلهمنا بأنوار روحه القدّوس، يخاطب قلوبنا عندما نصغي إليه بتأمّل وصمت، في مثل هذا الجوّ كلّم الله ذكريّا بواسطة الملاك جبرائيل، وبلّغه البشارة الجديدة بولد اسمه يوحنّا. 

لا يستطيع أيّ إنسان اللّقاء بالله في عقله وقلبه، إلّا بواسطة أفعال العبادة، المعروفة باللّيتورجيا. فالله حاضر في الجماعة المصليّة كما وعد: “حيثما يجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، أكون هناك بينهم” (متّى 18: 20). 

4. اللّيتورجيا هي أداة اللّقاء بين الله والإنسان المؤمن. في هذا اللّقاء يوحي إليه تصميمه الإلهيّ، ويكشف له عن إرادته، وعن دور هذا الإنسان في التّصميم الإلهيّ هذا. 

هكذا أجرى مع زكريّا الكاهن في المقدّس حيث بلّغه الملاك جبرائيل قصد الله بمنحه ولدًا، طال انتظاره، حتّى أصبح متقدّمًا في السّنّ وامرأته أليصابات كبيرة في السّنّ هي أيضًا، وعاقرًا. 

بشّره بولد، يوحنّا، إنّما هو بشرى للشّعب كلّه الّذي كان ينتظر المخلّص، ويرسم لزكريّا رسالة ابنه يوحنّا. 

5. البشارة هي نقل خبر مفرح عن تدخّل الله في تاريخ البشر. ثلاث بشارات رسمت حدود تاريخ الخلاص: 

البشارة لإبراهيم بمولد اسحق (تك 17: 15-22) الّذي من صلبه يولد أسباط شعب الله الإثنا عشر، الّذين من خلالهم تسير كلمة الله الواعدة بالخلاص حتّى تحقيقها. 

البشارة لزكريّا بمولد يوحنّا الّذي يختتم مسيرة شعب الله كآخر نبيّ، ويفتح مسيرة شعب الله الجديد. فكان آخر نبيّ من أنبياء العهد القديم، وأوّل رسول في العهد الجديد، كالفجر الّذي يبشّر بانبلاج الصّباح. 

البشارة لمريم بمولد المسيح الفادي الّذي يبلغ معه ملء الزّمن، ويبدأ شعب الله الجديد الّذي هو الكنيسة، منفتحًا نحو نهاية الأزمنة. 

6. نرفع صلاتنا اللّيترجيّة في هذه الكنيسة، ذاكرين جميع المتبرّعين وكلّ الّذين تعبوا في أعمال التّرميم، وكلّ الّذين خطّطوا بتوجيهات سيادة راعي الأبرشيّة وكاهن الرّعيّة ولجنة إدارة الوقف والمجلس الرّاعويّ والأخويّة وسائر المنظّمات الرّسوليّة والّذين رافقوا بالصّلاة، وجميع أحياء الرّعيّة ومرضاها وموتاها المؤمنين. 

ونرفع صلاتنا اللّيترجيا، بشفاعة مار جرجس والقدّيسين الشّهداء الإخوة المسابكيّين: فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل، لكي يوقف الله بقدرته الحرب الدّائرة بين حزب الله وإسرائيل، ويحلّ سلامًا عادلًا ودائمًا وشاملًا، ولكي يمسّ ضمائر معرقلي انتخاب رئيس للجمهوريّة، بحيث يقوم نوّاب الأمّة بواجبهم الوطنيّ المشرّف، ويلتئموا في المجلس النّيابيّ بروح المسؤوليّة وينتخبوا الرّئيس في دورات متتالية. ونذكر بصلاتنا النّازحين من بيوتهم المتهدّمة، ومن مناطقهم المهدّدة، لكي يعودوا إلى مناطقهم. 

وإنّنا نحيّي كلّ الذين يعتنون بهم، لكي يعزّوا قلوبهم الجريحة. فيا ربّ، يا أبا الجميع، ترأّف بشعب لبنان، وأبعد عنه الحرب وازرع السّلام. لك المجد والشّكر إلى الأبد. آمين.”