“أصداء الأزمة في لبنان: صراع أم تعايش؟”، هو عنوان كتاب جديد للمطران سامويلي سانغالي، والّذي جعل من لبنان محور لقاء عُقد الإثنين في الجامعة الغريغوريّة الحبريّة في إيطاليا.
وببلد الأرز تغنّت المداخلات واغتنت. فعميد دائرة الكنائس الشّرقيّة الكاردينال كلاوديو غوجيروتي انطلق من لبنان ليقول إنّ للتّعايش أبعادًا مختلفة لا يمكن تجاهلها، إذ يعتمد عليها بقاء مجتمع، كالمجتمع اللّبنانيّ المعاصر الّذي يشكّل تجربة للتّعايش بين مختلف الشّعوب والكنائس المسيحيّة.
وتوقّف عند “المعجزة اللّبنانيّة”، “النّموذج اللّبنانيّ الغنيّ الّذي جعل من البلاد “سويسرا الشّرق” قبل أن تنزلق إلى الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة.”
في حديثه، قدّم المسؤول الفاتيكانيّ لمحة تاريخيّة عن لبنان، ونشأة الكنيسة ودورها، وتطرّق- بحسب “فاتيكان نيوز”- إلى “الخبرة الكنسيّة اللّبنانيّة الّتي تتمتّع بتقاليد مسيحيّة ليست عربيّة ولا محلّيّة مرتبطة بالحجّ، شأن التّقليد الآشوريّ الكلدانيّ، الّذي وصل من الهند والصّين، ليتماهى لاحقًا مع الطّابع العربيّ. ولفت إلى وجود جماعات مسيحيّة من أعراق مختلفة ما ولّد مشاكل مسكونيّة، نتيجة صعوبة التّلاقي بين عشائر عرقيّة أكثر من صعوبة التّلاقي بين العقائد الدّينيّة. وتحدّث غوجيروتي عن خبرة شخصيّة عاشها خلال عمليّة صياغة الإرشاد الرّسوليّ ما بعد السّينودوس بشأن لبنان. وقال إنّ الأسقف المارونيّ الّذي صاغ المسودّة الأولى للوثيقة أصرّ على ضرورة الإشارة إلى الرّسالة العربيّة الفرديّة للبنان، مع أنّ المسيحيّين اللّبنانيّين كانوا يرفضون في الماضي اعتبارهم من العرب. ورأى نيافته أنّ شيئًا ما تبدّل لأنّ البطاركة تخلّوا عن التّكلّم باللّغة الفرنسيّة، وباتوا يتكلّمون بالعربيّة، مضيفًا أنّ الأقلّيّات المسيحيّة أدركت أهمّيّة أن تُقبل كواقع متّصل بتلك المنطقة وليس غريبًا عنها.”
بدورها سفيرة لبنان لدى الجمهوريّة الإيطاليّة ميرا ضاهر أكّدت أنّ “بلادها ليست مجرّد أرض إنّما هي فكرة، توحّدها الرّغبة المشتركة في العيش معًا بسلام”، فـ”لبنان هو رمز للّتنوّع والصّمود والأمل”.