لمناسبة مرور مئة عام على تأسيس رعيّة مار بطرس، أوّل رعيّة مارونيّة، في وندسور- كندا، ترأّس راعي أبرشيّة كندا للموارنة المطران بول مروان تابت قدّاسًا احتفاليًّا حضرته فعاليّات سياسيّة إلى جانب أبناء الجالية.
وبعد الإنجيل المقدّس، كانت لتابت عظة قال فيها بحسب “الوكالة الوطنيّة للإعلام”: “نجتمع هنا في كنيسة القدّيس بطرس للاحتفال بالذّكرى المئويّة لهذه الرّعيّة المباركة. فقبل مئة عام، اجتمعت مجموعة صغيرة من المؤمنين حول الأب بيتر فرح برؤية مشتركة لبناء كنيسة قد أصبحت منارة أمل وقوّة وصلابة لكلّ مؤمن مارونيّ ولبنانيّ وشرق أوسطيّ. اليوم، وبينما نتأمّل في هذا الإرث العريق، نحتفل بروح الإيمان والوحدة والتّعاون الّتي حدّدت رحلة بدأت قبل مئة سنة.
على مدار هذه المئة سنة، شهدت الأجيال المتعاقبة على دور هذه الكنيسة، ليس فقط كملتقى روحيّ، ولكن أيضًا كحجر أساس في حياة الكثيرين. لقد نما إيمان أبناء الرّعيّة داخل هذه الجدران. ومن هنا، نشر اللّبنانيّون المغتربون الأوائل هذا الايمان في العالم الأوسع كلّه. وبهذه الرّوح ساهموا في رفع معنويّات من كان في حاجة إلى الدّعم المعنويّ والمادّيّ، ووقفوا إلى جانب أخوتهم الأقلّ حظًّا والأكثر حاجة في كلّ الأوقات.
على مرّ السّنين، أدركنا أنّ قوّة إيماننا أقوى عندما نكون معًا. لقد رأينا بأنفسنا كيف أنّ العمل جنبًا إلى جنب في تقاسم الموارد واللّجوء إلى الحكمة الجماعيّة، وقد ساعد التّعاون مع العديد من الطّوائف الشّقيقة على بناء الجسور بين مجتمعاتنا المتنوّعة، وخلق شبكة من الحبّ والدّعم والخدمة.
بينما نحن نتطلّع إلى المستقبل بثقة المؤمن، يتعيّن علينا الاستمرار في بناء هذا الإرث من التّعاون والوحدة. قد تختلف تحدّيات السّنوات المقبلة عن تحدّيات الماضي، ولكن قوّة العمل معًا، كشعب مؤمن، ستبقى متّقدة بالقدر ذاته. يتعيّن علينا مواصلة الجهد الدّائم لإيجاد طرق مبتكرة للتّعاضد في ما بيننا، والتّشارك في الموارد، وتعزيز روابطنا المشتركة. هذا هو سرّ قوّتنا المرتكزة إلى إيماننا الجماعيّ، وطالما نحن متّحدون، سيكون مستقبل كنيستنا متألّقًا ومشرقّا.
بينما نحتفل بهذا الحدث التّاريخيّ علينا ألّا نتذكّر الماضي فحسب، بل أن ننحو نحو المستقبل أيضًا بالشّعور بالإيمان الّذي حمل آباءكم وأجدادكم وأجداد أجدادكم خلال المئة سنة الماضية. دعونا نكرّم إرثهم من خلال الاستمرار في بناء كنيسة ليست مجرّد مكان للعبادة، بل شهادة حيّة على قوّة الإيمان والمجتمع والتّعاون والبناء معًا”.
وللمناسبة هنّأ رئيس الوزراء الكنديّ جاستن ترودو الكنيسة بالذّكرى المئويّة لبنائها، مشيرًا إلى أنّ “هذه المناسبة تسمح للمؤمنين بتجديد معتقداتهم الرّوحيّة الّتي طبعت تاريخ كنيستهم وإرثها”، متمنّيًا لهم “السّلام والفرح، الآن وفي السّنوات الآتية”.
وكان قد أقيم عشاء في صالة الأرز في الرّعيّة بمشاركة المطران تابت وعدد من الإكليروس والفعاليّات، لفت خلاله تابت إلى أنّ “هذه الذّكرى ليست مجرّد احتفال بماضينا، بل هي فرصة مثيرة للتّطلّع إلى ما أعدّه الله لنا في السّنوات المقبلة”.