طلبة “الرّاقدين اذكرهم” كانت محور تعليم بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني خلال اجتماع الأربعاء مساءً، وذلك لأهمّيتها لأنّها بتعبيره “تربط السّماء بالأرض، ولكي تظلّ السّماء حاضرة بيننا”.
وأوضح البابا أنّ سبب تلاوة هذه الطّلبة يعود إلى الإيمان بأنّ “الرّاقدين الّذين سبقونا هم ما زالوا أعضاء في جسد السّيّد المسيح، ولم ينفصلوا عنّا”، وأنّ “صلاتنا لهم هي تعبير عن الوفاء لهم”، وأنّ “الرّاقدين ينتظرون يوم القيامة”، وأنّ فيها “تعزية لنا”، وأنّ “بالتّواصل معهم، نستفيد من ذلك بالمزيد من الاستعداد والوفاء والجدّيّة”.
وأشار البابا إلى التّعزية في أوشية الرّاقدين، من خلال:
“- نيح نفوسهم جميعًا في حضن آبائنا القدّيسين، إبراهيمَ و اسحقَ و يعقوبَ”، وتعني أن يعطيهم الرّاحة منذ بدء العهد القديم.
– “عُلهُم في موضعِ خضرة”، و”الخضرة” تعني النّعمة المستمرّة.
– “علي ماءِ الرّاحةِ”، وتعني حالة الطّمأنينة والحياة الجديدة.
– “في فردوسِ النّعيمِ. الموضع الّذي هرب منه الحزنُ والكآبةُ والتّنهّدُ”، وتعني النّور الدّائم لأنّها مسكن الله.
– “في نوِر قدّيسيك”، وتعني نور السّماء، “وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا” (رؤ ٢١: ٢٣).”
وشرح صفات التّعبير: “ليس موت لعبيدك بل هو انتقال” كالتّالي:
“١- انتقاء الله، لأنّه هو صاحب وزنة الحياة.
٢- إنتهاء زمن الأوجاع، “ارْجِعِي يَا نَفْسِي إِلَى رَاحَتِكِ” (مز ١١٦: ٧).
٣- لقاء بالسّيّدة العذراء والقدّيسيْن، “لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا” (في ١: ٢٣).
٤- بقاء في الحياة الأبديّة.
٥- هناء وسعادة، “لاَ تُغَبِّطْ أَحَدًا قَبْلَ مَوْتِهِ” (سي ١١: ٣٠).”
هذا وتأمّل في الآية: “مَا أَكْرَمَ رَحْمَتَكَ يَا اَللهُ! فَبَنُو الْبَشَرِ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ يَحْتَمُونَ” (مز ٣٦: ٧) شارحًا بحسب “المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة” أنّ: “الله كريم وصانع الخيرات، يقدّم رحمته على البشر وضابط الكلّ، ويقدّم حمايته للإنسان في الأرض والسّماء.”