“في شبابها، أظهرت القليل من الاهتمام بالدّين، وسَعَت إلى مهنة واعدة في التّمثيل. إلّا أنّ رياضة روحيّة خاصّة بأسبوع الآلام في إسبانيا سنة 2000 غيّرت حياتها بشكل عميق”.
هي الشّابّة الإرلنديّة كلير كروكيت الّتي ارتدّت بعد هذه الرّياضة وشعرت بدعوة إلى الحياة الدّينيّة مع الأخوات الخادمات في “دير الأمّ”. وها هي اليوم تلهم الآلاف مع اقترابها من القداسة.
ففي 12 ك2/ يناير من العام 2025 سيتمّ افتتاح طريق تقديسها رسميًّا في مدريد، بحسب ما نقلت “زينيت”.
من هي كلير كروكيت؟
وُلدت كلير عام 1982 وسط الاضطرابات الاجتماعيّة في إرلندا الشّماليّة، ونشأت في مدينة “ديري” الّتي اشتهرت عالميًّا بعد العرض الشّهير “فتيات ديري”.
أبدت كلير مرونة وقوّة روحيّة وتفان لأجل المجتمع. وفي منحى غير متوقّع انعطفت حياتها من المسرح إلى العمل الإرساليّ في جميع أنحاء العالم، كان آخرها في الإكوادور حيث خدمت الشّباب والمجتمعات حتّى قضت في زلزال عام 2016.
وبحسب كاهن أبرشيّة جوار “بوغسايد” في ديري الأب جيرارد مونجان، فإنّ سكّان ديري يتوقون لرؤية ابنتهم يُعترف بها كـ”خادمة الله”، فهي بتعبيره “ألهمت جيلاً من الشّباب هنا وفي أماكن أخرى لإحياء إيمانهم وإيجاد الفرح والهدف فيه”، هي “عُرِفَت بحماستها وفرحها اللّامحدودَين، سرعان ما أصبحت الأخت كلير نموذجًا يُحتذى به للشّباب، ومصدراً للرّاحة والإلهام لِمَن حولها.”
وبحسب شهادة الأب فريدريك بارك الّذي خدم في فلوريدا وتوفّي عام 2021 فحماستها كانت “معدية” وفرحتها “لا تقاوم”، مشيرًا إلى حبّها للقربان الأقدس الّذي كان بإمكان الشّباب رؤيته وشعورهم بالانجذاب إليه بأنفسهم، واصفًا إيّاها بـ”منارة أمل ولطف”.
يُذكر أنّ هذه الرّاهبة الّتي ألهمت الكثيرين، أنتجت عنها رهبنتها فيلمًا وثائقيًّا بعنوان “الكلّ أو لا شيء” All or Nothing يروي قصّة حياتها، وقد حصد أكثر من 2.5 مليون مشاهدة على يوتيوب.
كما نُشر عام 2020 كتاب “الأخت كلير كروكيت: وحدها مع المسيح وحده”، وفيه “نظرة حميمة على رحلتها الرّوحيّة من خلال كتاباتها الشّخصيّة ورسائلها وشهادة أولئك الّذين عرفوها”.