“أجد نفسي أكثر من أيّ وقت مضى بين يديّ الله. هذا ما أردته دائمًا منذ أن كنت صغيرًا. ولكن الآن يوجد فرق: الله يبادر. إنّها بالنّسبة إليّ خبرة روحيّة عميقة أن أعرف وأشعر بأنّني بين يدي الله”.
تلك الكلمات قالها الرّاهب الإسبانيّ بيدرو آروب غوندار في خطابه الأخير، والّذي يبعد خطوات عن إعلانه مكرّمًا، إذ انتهت يوم الخميس الماضي رسميًّا المرحلة الأبرشيّة من دعوى تطويبه بحسب ما نقلت “زينيت”، ويمكن لدائرة دعاوى القدّيسين تفحّص استنتاجات المحكمة، على أن تطرح إمكانيّة إعلانه “مكرّمًا”.
فمن هو الأب غوندرا؟
“وُلد بيدرو أروب جوندرا في إقليم الباسك الإسبانيّ عام 1907، والتحق بالمدرسة اليسوعيّة في العام 1927، بعد أن تابع دراسته للطّبّ في مدريد. سيم كاهنًا في العام 1936. وبعد تدريبه، أرسلته الجماعة كمبشّر إلى اليابان، حيث أصبح معلّمًا مبتدئًا في العام 1942. وعندما أسقطت الولايات المتّحدة قنبلة ذريّة على هيروشيما في العام 1945، جاء الأب بيدرو إلى الكنيسة ليساعد السّكّان وسرعان ما حوّل الابتداء إلى مستشفى ميدانيّ واستخدم تدريبه الطّبّيّ لمساعدة الجرحى. تمّ انتخابه رئيسًا عامًّا للرّهبانيّة اليسوعيّة في العام 1965، في نهاية المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، وساعد الجماعة على اختبار نقطة التّحوّل هذه في تاريخ الكنيسة. لكن في صيف العام 1981، أصيب بأزمة قلبيّة أصابته بالشّلل وأفقدته القدرة على الكلام. وبعد أن تخلّى عن منصبه، عانى من فترة طويلة من المرض.”
غوندرا الّذي أغمض عينيه عن هذه الحياة في روما عام 1991، “كان منفتحًا على إرادة الآب، الّتي أراد تحقيقها في كلّ شيء، بفضل نذره. لقد ظلّ متجذّرًا في المسيح، الّذي أحبّه بشغف وبثقة”، بحسب ما وصفه الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس، الّذي ترأّس افتتاح المرحلة الأبرشيّة.