هكذا عبّر البابا فرنسيس عن أهمّيّة مريم العذراء في مسيرة حياة المسيحيّ، في إطار تعليمه عن الرّوح القدس، وتحديدًا عن “التّقوى المريميّة” إحدى الوسائل الكثيرة الّتي يقوم بها الرّوح القدس لتقديس الكنيسة.
البابا، وفي المقابلة العامّة، أكّد أن مريم هي “الأمّ الّتي تصطحبنا ممسكة بأيدينا إلى يسوع، العذراء لا تشير أبدًا إلى ذاتها بل هي تشير دائمًا إلى يسوع، هذه هي التّقوى المريميّة”.
وأشار الأب الأقدس إلى أنّ “مريم ولكونها أوّل التّلاميذ وأوّل صورة للكنيسة هي أيضًا رسالة كتبها الله الحيّ بالرّوح ولهذا يمكن أن “يَعرِفها ويَقرَأها جَميعُ النَّاس” (راجع ٢قور ٣، ٢)، أيّ أيضًا مَن لا يمكنه قراءة كتب اللّاهوت، وهؤلاء الصّغار الّذين قال عنهم يسوع إنّ لهم قد كُشفت أسرار الملكوت الّتي أُخفيت على الحكماء (راجع متّى ١١، ٢٥).”
وعن الـ”نعم” المريميّة وقبولها لمشيئة الرّبّ في حياتها، شرح البابا بحسب “فاتيكان نيوز”، أنّها بذلك “تقبل أن تكون أمة يسوع، وكأنّها تقول لله هاءنذا لوحة ليكتب عليها، وليفعل بي الرّبّ كلّ ما يريد”.
وعاد البابا هنا إلى نصّ قديم يتحدّث عن “نَعم” مريم باعتبارها “قمّة كلّ تصرّف دينيّ أمام الله، لأنّ هذه الكلمة تُعبِّر بأسمى الأشكال عن استعداد كامن في اتّحاد مع جهوزيّة فاعلة، الفراغ الأكثر عمقًا الّذي يرافقه الكمال الأكبر”.
وهذا بالتّالي “يجعل أمّ الله أداة للرّوح القدس من أجل فعل التّقديس، فوسط تدفّق لامتناهي لكلمات قيلت وكُتبت حول الله والكنيسة والقداسة يتمكّن مِن قراءتها أو فهمها بشكل كامل قليلون أو ربّما لا أحد، فإنّ مريم تقترح علينا كلمتين فقط يمكن للجميع، وأيضًا للأشخاص البسطاء، أن ينطقوا بهما في أيّة مناسبة: هاءنذا وليكن. فمريم هي مَن قالت “نعم” للرّبّ، وبمَثَلها وشفاعتها تدفعنا إلى أن نقول نحن أيضًا “نَعمنا” لله في كلّ مرّة نكون فيها أمام طاعة يجب القيام بها أو اختبار يجب تجاوزه”.
وأكّد البابا على أنّ “هناك رباط فريد بين مريم العذراء وبين الرّوح القدس ولا يمكن أبدًا تدميره، وهو شخص المسيح، الّذي وحسبما نذكر في قانون الإيمان تجسَّد بالرّوح القدس من مريم العذراء”.
ولتوضيح الصّورة، اقتبس البابا عن مار فرنسيس الأسيزيّ قوله حين وصف مريم “بابنة الله المَلك العليّ الآب وخادمته، وأُمّ الرّبّ كلّيّ القداسة يسوع المسيح، وعروس الرّوح القدس”، مفسّرًا أنّه وصفها بأنّها ابنة الآب وأمّ الابن وعروس الرّوح القدس.
وصلّى ختامًا: “لنتعلّم من مريم طاعة إلهام الرّوح وخاصّة حين يدعونا إلى أن نمضي مسرعين لمساعدة مَن هم في عوز، مثلما فعلت مريم ما أن انصرف الملاك من عندها (راجع لو ١، ٣٩)”.