“ثمر الرّوح” هي الحقيقة الثّالثة المرتبطة بعمل الرّوح القدس والّتي توقّف عندها البابا فرنسيس خلال مقابلته العامّة الأربعاء.
وفي تعليمه، انطلق البابا من آية القدّيس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: “أَمَّا ثَمَرُ الرُّوح فهو المَحبَةُ والفَرَحُ والسَّلام والصَّبرُ واللُّطْفُ وكَرَمُ الأَخْلاق والإِيمان والوَداعة والعَفاف” (٥، ٢٢)، ليوضح أنّ “ثمار الرّوح هي نتيجة تعاون بين النّعمة وحرّيّتنا. وتعبّر هذه الثمار دائمًا عن إبداع الشّخص الّذي فيه “الإِيمان العامِل بالمَحبَّة” (غلاطية ٥، ٦)، وفي بعض الأحيان بطريقة مفاجئة وفرحة.”
ولفت البابا إلى أنّه “لا يستطيع الجميع في الكنيسة أن يكونوا رسلًا، أنبياء ومبشّرين؛ ولكن بإمكان الجميع وعليهم أن يتحلّوا بالمحبّة والصّبر والتّواضع، ويكونوا فاعلي سلام.”
وأضاف: “ومن بين ثمر الرّوح الّتي يتحدّث عنها بولس الرّسول، أودّ تسليط الضّوء على ثمرة من خلال التّذكير بالكلمات الأولى في الإرشاد الرّسوليّ “فرح الإنجيل”. إنّ فرح الإنجيل يملأ قلب وحياة الّذين يلتقون يسوع. ومع يسوع المسيح يولد الفرح ويولد دائمًا من جديد. مع يسوع هناك الفرح والسّلام.
إنّ الفرح، ثمر الرّوح، يشترك مع كلّ فرح بشريّ آخر في شعور بالكمال نرغب أن يدوم إلى الأبد. ولكنّنا نعلم من خلال الخبرة أنّ الأمر ليس كذلك، فكلّ شيء في هذا العالم يزول بسرعة: الشّباب، الصّحّة، الصّداقات… وحتّى إن لم تزُل هذه الأمور بسرعة، فإنّها بعد فترة لا تعود كافية.”
وتوقّف الأب الأقدس عند فرح الإنجيل، فـ”على خلاف أيّ فرح آخر، يستطيع أن يتجدّد كلّ يوم ويصبح معديًا، إنّه فقط بفضل هذا اللّقاء– أو اللّقاء المتجدّد- مع محبّة الله، الّتي تتحوّل إلى صداقة فرحة، نتحرّر من مرجعيّتنا الذّاتيّة.”
وأشار إلى “ميزة مزدوجة لفرح ثمر الرّوح، إذ يتضاعف عندما تقاسمه مع الآخرين”، وذكّر بالقدّيس فيليبو نيري الّذي عُرف بقدّيس الفرح، وقال: “لقد كان فرحه ثمر الرّوح… لقد كان في زمنه مبشّرًا حقيقيًّا من خلال الفرح.”
وإختتم البابا فرنسيس مقابلته قائلًا: “إنّ كلمة “إنجيل” تعني البشرى السّارّة. ولذا لا يمكن ايصالها بوجه عابس، وإنّما بفرح مَن وجد الكنز الخفيّ واللّؤلؤة الثّمينة. لنتذكّر الكلمات الّتي وجّهها القدّيس بولس إلى مؤمني كنيسة فيليبّي والّتي يوجّهها إلينا ” إِفرَحوا في الرَّبِّ دائِمًا، أُكرِّرُ القَولَ: افرَحوا. لِيُعرَفْ حِلمُكم عِندَ جَميعِ النَّاس” (فيليبي ٤، ٤ – ٥).”