“اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ.” (أية ٢١).
إختار بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني هذه الآية من إنجيل يوحنّا 16: 20- 32، ليشرح خدمة الكاهن، وذلك في عظته خلال رسامة خمسة قمامصة جدد، أربعة منهم لكنائس الإسكندريّة والقمص الخامس من كنيسة الشّهيد مار جرجس في ڤانكوڤر بكندا، في الكاتدرائيّة المرقسيّة.
ولفت البابا في عظته إلى أنّ خدمة الكاهن تمرّ بثلاث مراحل تتشابه مع فترة الحمل والمخاض والولادة.
فالمرحلة الأولى، بحسب “المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة”، هي “مرحلة الاشتياق والتّعب والسّعي “اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ”: وفيها يتعب الكاهن ويبذل نفسه لكي يهيّئ أبناءه للحياة الأبديّة ويبحث عن الضّالّ ويفتقد النّفوس وهو يتطلّع ويشتاق إلى توبتهم وعودتهم إلى الله.
المرحلة الثّانية: مرحلة التّوبة والعودة إلى الله “وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْل”: وهي لحظة العودة إلى الله كما فعل الابن الضّالّ، وهي اللّحظة الّتي ينتظرها الكاهن لأبنائه، ينتظرها دون يأس بل برجاء كامل.
المرحلة الثّالثة: مرحلة الفرح “لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ”: وهنا يفرح الكاهن لأنّه ولد ابنًا جديدًا لملكوت السّموات، وهذه العمليّة عمليّة متكرّرة ومستمرّة في خدمة الكاهن.”