صلّى بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو من أجل انتهاء الحروب في المنطقة وتحقيق السّلام والاستقرار، خلال قدّاس الأحد.
وكان ساكو قد ترأّس القدّاس مساءً، في رعيّة مار كوركيس- حيّ الغدير، بغداد الجديدة، عاونه فيه المعاون البطريركيّ المطران باسيليوس يلدو، والأبوان مارتن بني وتوماس بهنام.
وإنطلق ساكو في عظته من إنجيل الأحد الثّالث من زمن تقديس الكنيسة، قال فيها نقلًا عن إعلام البطريركيّة:
“يروي إنجيل هذا الأحد (يوحنّا 2/ 13-22) خبر دخول يسوع إلى أورشليم المدينة المقدّسة، وقيامه بتطهير الهيكل من كافّة المظاهر الغريبة الّتي تشوّه معنى وجوده. بهذا الفعل أعطى علامة قويّة لسلطانه. يرمز تطهير الهيكل معنويًّا إلى تطهير هيكل قلبنا من كلّ الخطايا الّتي تشوّهه، مثل حبّ الذّات وتضخيمها وترويض صورة وهميّة وخادعة لها والكذب والطّمع والسّرقة والابتزاز والنّميمة والحقد والخيانة الزّوجيّة والانتقام والعنف.. نقاوتنا تقوم على علاقتنا ومحبّتنا وخدمتنا. علينا أن نوجّه نظرنا إلى داخلنا لنعرف ذاتنا على حقيقتها.
يصعد يسوع (الصّعود) إلى اورشليم لإعلان اكتمال الخلاص. لذلك بعد حادثة الهيكل هذه لا نجد نصوصًا عن المعجزات، بل يركّز يسوع تعليمه على السّرّ الفصحيّ من خلال الجدالات مع معارضيه.
قام يسوع بتطهير الهيكل من كل المعالم الغريبة الّتي تشوهّه، فالهيكل أو الكنيسة ليسا مولًا mall للتّبضّع، بل مكانًا مقدّسًا للعبادة، أيّ للصّلاة والتّأمّل والتّنشئة المسيحيّة. إسمعوا صرخته المدويّة: “لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة”.
هذا الموضوع بالغ الحيويّة… فالإيمان والمال لا يتّفقان، ولهذا قال: “لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال (متّى 6/24). ومن هذا المنطلق قرّرنا مجّانيّة خدمة الأسرار في كنائسنا في العراق مقابل بركة الزّكاة السّنويّة، لتخليص الأسرار من ارتباطها بالمال الّذي يشوّهها. على الرّسول أن يبقى حرًّا من قيود المال والعلاقات العائليّة والقبليّة. عليه كمكرّس أن يتفرّغ لإعلان كلمة الله وخدمة الرّعيّة.
يحذّر البابا فرنسيس من التّجارب الدّنيويّة الّتي تدمّر شهادة الكنيسة: “أنّ الخدمة هي القاعدة الأساسيّة للمضيّ قدمًا، فالأكبر هو الّذي يخدم أكثر، والّذي يكون في خدمة الآخرين وليس الّذي يتباهى ويسعى إلى السّلطة والمال، وهذا ما حدث مع الرّسل، وهي قصّة تتكرّر يوميًّا في الكنيسة. غالبًا ما نرى أشخاصًا في الكنيسة يبحثون عن السّلطة والمال والتّباهي (موعظة قدّاس يوم الثّلاثاء 17 أيّار 2016، في كابيلا بيت القدّيسة مرتا).”
هذا وحثّ البطريرك ساكو المواطنين على المشاركة الكثيفة بالتّعداد السّكّانيّ العامّ بعد بضعة أيّام والتّعاون مع الباحثين.