كم حزينة هي ذكرى استقلالك هذه السّنة يا لبنان.
وكم حزينة باتت تلك المناسبة عامًا بعد عام.
هل أضحى مصير شعبك أن يقف على الأطلال في هذا اليوم، ويبكي على حاله الّذي ما يلبث أن يستقيم حتّى يعود وينتكس من جديد؟
بعد مآسي الوطن وجراحاته الأخيرة في السّنوات الماضية، بخاصّة بعد الرّابع من آب 2020، ها هو لبنان اليوم تحت الحرب.
فها إنّ سماءه الّتي تقف عند عتبة الشّتاء، يُدنّس خيرها بنيران الصّواريخ والطّائرات الحربيّة.
وها إنّ أرضه الّتي تنتظر هذه الفترة من السّنة لترتوي من زخّات المطر الأولى، ترتوي من الدّماء.
وها إنّ شعبه الّذي عادة ما يتحضّر في هذا الموسم لفصل الشّتاء، ينزح ويُهجّر ويخسر بيته ورزقه وأعماله وجنى عمره.
وها إنّ مدارسه قد تحوّلت إلى مراكز إيواء، ما يجعل مستقبل أطفاله وشبابه مهدّدًا.
وها هما حضارته وتراثه تحت خطّ الخطر.
أمّا سياسيّوه وقادته فحدّث ولا حرج!
وها هي سدّة رئاسته لا تزال فارغة، وها هو الشّارع لا يزال منقسمًا على المستويات كافّة.
هكذا هو عيدك يا لبنان اليوم، ولكن لأنّك عنوان للحياة والصّمود والإيمان، لن نفقد الأمل ولا الرّجاء. ونحن كلّنا ثقة بأنّك ستنهض من تحت الرّماد وتعود أقوى من ذي قبل، ستعود قبلة لكلّ إنسان حرّ ومؤمن… ستعود “متحلّي وأخضر أكتر ما كان”.
بقلم: ريتا كرم