لو كان كذلك لكانت فاضت كلّ المشاعر الدّفينة في قلب الإنسان في أغنية نُظمت كلماتها على سلّم أجمل الألحان والأنغام.
فلو كان الله أغنية، لكان حتمًا أغنية “حبّ” تبرز عطاءات وتضحيات لا يقوم بها إلّا الحبيب، فهو “كامل الأوصاف” الّذي يُفتن به كلّ إنسان ويسعد به قلبه، هو من يعطي من دون مقابل ومن دون أيّة شروط. في هذه الأغنية شوق إلى لقاء دائم وتوق إلى كلام يرطّب القلب وأفعال تحيي الفؤاد: كلام هو في الواقع تعليم للرّوح وفعل فداء يرفع الإنسان إلى رقيّ الفعل.
لو كان أغنية، لكانت تشعّ “فرحًا” لأنّه مصدر الفرح والنّجاح، هو خالق الطّبيعة والإنسان.
لكان نشيد “سلام” يربط الشّعوب على اختلافهم بعضهم ببعض، ويقوّي الأواصر فيما بينهم، ويعيد بناء كلّ ما تصدّع في لحن انسيابيّ وسهل يدخل إلى العمق يغربل المشاعر، فمعه لا وجود لمقولة “يا أبيض، يا إسود” لأنّه صاحب القلب الأبيض؛ هو نافح الأمل والرّجاء، وصانع المعجزات، وأب الرّحمة، ونبع كلّ النّعم والخيرات والبركات.
فهو حتّى لو كان أغنية تجسّد كلّ أحزان الدّنيا وأوجاع العالم لَما كانت باكورتها إلّا سعادة لا تنتهي إلّا بقيامة وفرح، فتُدخل من تعلّق بها إلى مجد حقيقيّ يحاكي قصّة بطل قدّم نفسه على الصّليب فتألّم من أجل كلّ إنسان وصُلب ومات لكنّه قام في النّهاية منتصرًا مشرّعًا أبواب الملكوت والسّعادة الحقيقيّة.
لو كان الله أغنية لكانت دُوّنت في سجلّ الأغنيات الذّهبيّة، أغنية… لكلّ الأجيال.
بقلم: ريتا كرم