14 مايو 2025
الفاتيكان

ما هي رمزيّة الثّياب البابويّة ومعانيها؟

أطلّ البابا لاون الرّابع عشر في يوم انتخابه على المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس وعلى العالم، مرتديًا الوشاح البابويّ الأحمر الّذي كان البابا فرنسيس قد تخلّى عنه في حبريّته. هذا الوشاح هو قطعة من أساسيّات الزّيّ البابويّ الّتي تحمل أبعادًا لاهوتيّة وتاريخيّة، وتعكس مواقف البابا وتوجّهاته الكنسيّة.

وفي لمحة عن تلك الملابس، وبحسب ما نشر “المركز الكاثوليكيّ للإعلام”، “وبعد وفاة البابا فرنسيس وانتخاب لاون الرّابع عشر، توقّف كثيرون من المراقبين على ثياب الرّاحل في نعشه ولباس المُنتَخَب الجديد في إطلالته الأولى أمام الجموع. فقد ظهر جثمان فرنسيس بحذاءٍ أسود مهترئ كان يلبسه يوميًّا. بينما بدا لاون الرّابع عشر بثياب عليها قطعة قماش حمراء ترمز إلى البابويّة عندما خرج لتحيّة المؤمنين بعد انتخابه.
تاج أُعطي الفقراء ثمنه
منذ العصور القديمة، اعتاد البابوات ارتداء تيجان ضخمة مكوّنة من ثلاث طبقات، عُرِفَت باللّغة اللّاتينيّة بـ”تريرينيوم”، أيّ المُلْك الثّلاثيّ. وبسبب غزو جيش نابليون لروما، تُوّج البابا بيوس السّابع عام 1800 بتاج مصنوع من الورق المضغوط. وفي العام 1805، قدّم الإمبراطور الفرنسيّ إلى البابا تاجًا ثقيلًا وصل وزنه إلى 8 كيلوغرامات وكان من الصّعب ارتداؤه. لذا عدّهم بعضهم إهانة للحبر الأعظم، واختار بيوس السّابع عدم وضعه على رأسه.
وفي ستينيّات القرن الماضي، اتّجه البابوات نحو البساطة والتّواضع بعد المجمع الفاتيكانيّ الثّاني. فباع بولس السّادس التّاج البابويّ المُقَدّر ثمنه حينها بنحو 17500 دولار ووزّع الأموال على الفقراء. ومنذ تلك اللّحظة، لم يعد يرتدي أيّ بابا الـ”تريرينيوم”.

حذاء أحمر أم أسود؟
أثار البابا بنديكتوس السّادس عشر اهتمام الإعلام بأحذيته الحمر. ورغم الأخبار الّتي انتشرت عن صناعتها من شركة برادا، كانت الحقيقة مغايرة. فهي كانت من تصميم الحرفيَّيْن الإيطاليَّيْن أدريانو ستيفانيلي وأنطونيو أريلانو.
وترمز أحذية البابوات الحمر، وفقًا للتّقاليد الكاثوليكيّة، إلى دماء الشّهداء الّذين يقدّمون حياتهم لأجل الإيمان المسيحيّ. وكان البابا يوحنّا بولس الثّاني اختار ارتداء أحذية بنّيّة اللّون وفضّل البابا فرنسيس الحذاء الأسود وظهر البابا لاون الرّابع عشر منذ الأيّام الأولى لحبريّته بالحذاء الأحمر.
خاتم الصّيّاد
يُعرف خاتم البابا بـ”خاتم الصّيّاد”، وهو جزء مهمّ من زيّه. ويُتلَف الخاتم عادةً بعد وفاته أو استقالته. والهدف من ذلك منع استخدامه في تزوير الوثائق البابويّة.
وفي تقاليد الكنيسة الكاثوليكيّة، يُصنع خاتم جديد بشكل خاصّ لكلّ بابا، وكثيرًا ما يكون من الذّهب؛ فبيوس التّاسع عُرف بارتدائه خاتمًا نُقشت عليه صورته بالألماس. أمّا فرنسيس فاختار الابتعاد عن هذه التّقاليد ولبس خاتمًا من الفضّة. ويُذكر أنّ لاون الرّابع عشر سيتلقّى خاتم الصيّاد في قدّاس بدء حبريّته يوم الأحد المقبل ولم تُعرف تفاصيل هذا الخاتم بعد”.