إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم الإثنين 16 كانون الأوّل 2024، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، سفير بلجيكا في لبنان أرنو باولس في زيارة بروتوكوليّة تمّ خلالها عرض للأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة.
وأعرب باولس بعد اللّقاء عن تمنّياته بأن “يعود الاستقرار إلى المنطقة” قائلًا: “لقد مرّت تسعة أسابيع صعبة على لبنان وهو تحت القصف واليوم استمعنا إلى كلام غبطته عن وضع المسيحيّين ولاسيّما الموارنة فيه كذلك آليّة عمل النّظام السّياسيّ، وكان تشديد على أهمّيّة تطبيق الدّستور الّذي يسمح بتنظيم العيش معًا بين مختلف الطّوائف.”
وتابع باولس: “وتطرّقنا أيضًا إلى التّفاهم الملفت بين الجماعات الدّينيّة في لبنان ولكن هناك اختلاف سياسيّ يمكن حلّه باستعمال الدّستور الّذي يعتبر عاملًا مؤسّسًا لأيّ بلد تمامًا كما حصل في بلادي الّتي أصبحت حرّة مستقلّة منذ عقدين والدّستور فيها هو المرجع والدّليل. نحن أيضًا بلد متنوّع ويؤمن بحرّيّة التّعبير والدّين لذلك نرى تشابهًا بين الحرّيّات في لبنان وبلجيكا.”
وإختتم باولس: “عرضنا للأحداث في سوريا ولوضع المسيحيّين فيها ونحن نتأمّل أن تشارك كلّ الجماعات في سوريا في الحكومة الّتي ستتشكّل. وفي إطار آخر علمت فإنّ الجسم الدّبلوماسيّ مدعوّ في 9 كانون الثّاني إلى حضور جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة اللّبنانيّة ونتمنّى أن يكون للبنان رئيسًا وحكومة. والإصلاحات ضروريّة في لبنان ويجب تطبيقها فأزمات البلد على مختلف أنواعها لن تحلّ من دون إصلاحات .”
وكان الرّاعي قد التقى صباحًا النّائب رازي الحاج الّذي أشار إلى أنّ لبنان يمرّ “بمرحلة تأسيسيّة، وملفّ رئاسة الجمهوريّة من المواضيع الأساسيّة الّتي يجب أن تكون على أطر واضحة وصريحة بانتخاب مرشّح واضح المعالم والمشروع والرّؤية، وبالتّالي من المهمّ أن يأخذ المسار هذا الطّابع لا طابع مرشّحين تعوّدوا السّير إلى جانب الحائط أو اعتمادهم سياسة إرضاء الجميع، لا مواقف واضحة لهم، ولا يخجل ماضيهم من حاضرهم أو مستقبلهم” .
وأضاف: “نقول هذا الكلام لأنّ هذا المسار التّأسيسيّ سيجعل السّياسيّين، وبخاصّة المسيحيّين منهم، يتأكّدون أنّ الّذي يوصل إلى سدّة الرّئاسة أو إلى منصب كبير في الدّولة هو الوضوح في الرّؤية لا الخبث”.
تابع: “تحدّثت مع البطريرك عن مواصفات الرّئيس ولم نبحث في الأسماء وكان هناك توافق حول هذا الموضوع، ويجب في هذه المرحلة التّأسيسيّة أن يطرح كلّ شيء بوضوح خلافًا لما كان يحصل في الزّمن السّابق يوم كانت الأسماء تهبط بـ”البراشوت”. نحن في تشاور مستمرّ مع بكركي وسيبقى خصوصًا في حال حصول أيّ مستجدّات على مستوى الرّئاسة.”
ولفت الحاج إلى أنّه: لا نتخوّف من حصول تهريبة ما في جلسة ٩ كانون الثّاني وفي الوقت عينه نحن حاضرون لمواجهة أيّ محاولة لإعادة عقارب السّاعة إلى الوراء، فنحن اليوم خارج المهل الدّستوريّة لانتخابات رئاسة الجمهوريّة الّتي تعطّلت أكثر من عامين من فريق سياسيّ كان يجاهر في تعطيله الاستحقاق لعدم وجود توافق على اسم يومها بحسب رأيه، ونحن دورنا اليوم الا نترك أحدًا يمرّر أيّ تهريبة لأنّه يريد إعادة عقارب السّاعة إلى الوراء، سنكون جاهزين وكلّ الخيارات مفتوحة لمنع أيّ محاولة من هذا النّوع إذا ما حصلت وإن كنّا نستبعد ذلك.”
وعن إمكانيّة ترشّح الدّكتور سمير جعجع للرّئاسة أكّد الحاج أنّ “الدكتور جعجع شخصيّة قياديّة سياسيّة. مجموعة كبيرة من اللّبنانيّين وبخاصّة المسيحيّين منهم تتمنّى أن تراه رئيسًا للجمهوريّة لأنّه يختصر الكثير من الطّرق الإصلاحيّة واستعادة الدّولة الفعليّة. وإذا ترشّح يعني وصوله إلى سّدة الرّئاسة وهذا التّرشح لا يمكن أن يكون للمناورة ولا للتّفاوض، لذلك حتّى اليوم هذا الموضوع سابق لأوانه قبل استكمال المشاورات مع جميع الأطراف.”