في احتفال بات تقليدًا، بارك بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، خلال قدّاس أحد بشارة العذراء مريم في كاتدرائيّة سيّدة البشارة- المتحف، عددًا من المتزوّجين في يوبيلهم الذّهبيّ والفضّيّ، كما من المتزوّجين حديثًا.
وفي عظته الّتي حملت عنوان “فقالت مريم: ها أنا أمة الرّبّ”، تمنّى يونان لو أنّ “العاصفة الشّتويّة الّتي هي بركة، تبدّد العواصف الّتي تزلزل بلدنا العزيز، وتبثّ الرّعب في قلوب النّاس، أكانوا قريبين مثل الحال هنا، أو بعيدين. ويا ليت ربّنا، بشفاعة العذراء مريم، يلهم إلى طريق الحقّ أولئك الّذين يزدادون عنجهيّةً وتعصُّبًا وعنفًا في هذه المرحلة المخيفة الّتي يمرّ بها لبنان، وكلّنا نعرف أنّ لبنان كان ملجأً لكلّ مضطهَد ومُبعَد عن بلده، ونتذكّر كيف استقبل لبنان الكثيرين، أكانوا من سوريا، أو من العراق، وسابقًا أيضًا بعد السّوقيّات- سيفو في عهد الأمبراطوريّة العثمانيّة، كيف كان لبنان مأوىً وملجأً للجميع”.
وفي سياق كلامه، دعا يونان اللّبنانيّين كافّة إلى التّضامن “حتّى يقوموا بخدمة بلدهم، هذا البلد الصّغير المنكوب للأسف، من الخارج ومن الدّاخل، كي يبنوا لبنان الغالي، ليعود كما كان، بلد حضارة إنسانيّة وتوافُق ما بين جميع المواطنين، على تنوُّع طوائفهم وانتماءاتهم، بلدًا يكون رسالةً للعالم”.
وأكّد على أنّنا “سنبقى نؤمن أنّ الرّبّ يسوع لم يتخلَّ عن كنيسته، ولم يتخلَّ عن لبنان، وأنّ العذراء مريم ستظلّ تحمي هذا البلد مهما كانت العواصف شديدة، وهنا سلاحنا هو الصّلاة، إذ ليس هناك أمر مستحيل لدى الله. لذا نضرع إلى الرّبّ بالصّلاة، كي يحمي لبنان، ويحمينا جميعًا، ويحمي شبّاننا وشابّاتنا، ويجدّد الرّجاء في قلوبهم، مهما كانت العواصف مخيفة”.