إستقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قبل ظهر الخميس، وزير الاقتصاد والتّجارة أمين سلام الّذي قال بعد الزّيارة:
“قمت اليوم بزيارة سيادة المطران الياس، كما تعوّدنا دائمًا المجيء إلى هذه الدّار الكريمة للاستماع إلى سيادته وإخباره بما يحصل في الأجواء العامّة وللاستفادة من حكمته ووعيه وحبّه للوطن خاصّة في هذه الظّروف الصّعبة. زيارتنا اليوم في ظرف دقيق جدًّا يمرّ فيه البلد، في ظرف لدى كلّ مكوّنات البلد فرصة لتتقارب من بعضها وتكون متّحدة وتنقذ هذا اللّبنان الجميل الّذي يؤمن به سيادته ونحن نخرج دائمًا من عنده برسالة وقناعة قويّة بأنّ كلّ خير نقوم به من أجل البلد يجب الاستمرار فيه وتحديدًا الوحدة الوطنيّة والتّكاتف. كان الترّكيز في زيارتنا اليوم أنّ هذه الفترة العصيبة الّتي يمرّ بها البلد هي امتحان للّبنانيّين جميعًا. اليوم أكثر من أيّ وقت مضى يجب على كلّ لبنانيّ، من أيّ لون وأيّة طائفة وأيّ مذهب ومعتقد ومرجعيّة وحزب أن يكون بجانب أخيه اللّبنانيّ وأن يفكّروا في مصلحة البلد ويأخذوا الحكمة ممّا حدث ويكون عندهم الوعي اللّازم حتّى نجتاز الأشهر الصّعبة القادمة على البلد. أمامنا فرصة تاريخيّة اليوم أن نعيش جميعنا كلبنانيّين مع بعض تحت وطن واحد وعلم واحد وجيش واحد وسلطة واحدة وأن ننتخب رئيسًا للجمهوريّة بأسرع وقت ونعيد الانتظام إلى الدّولة لأنّ المرحلة القادمة تتطلّب لبنان صفّ واحد وشعب واحد وكلمة واحدة.
ـــ سمعنا أنّ الرّئيس برّي دعا إلى جلسة لانتخاب رئيس في 9 كانون الثّاني، فهل نحن أمام انتخاب قريب لرئيس الجمهوريّة؟
ـــ هذا شيء يُفرح القلب، لأنّنا بحاجة لهذا الوعي، بحاجة لمثل هذا التّحرّك السّريع لأنّ أمامنا تحدّيات كبيرة جدًّا بعد وقف إطلاق النّار الّذي حصل وعلى لبنان أن يُثبت إمكانيّته على إعادة انتظام دولته وترتيب أموره الأساسيّة لكي يحصل على مقعد على طاولة المجتمع الدّوليّ لأنّنا اليوم نتكلّم على إعادة إعمار البلد ودعم الاقتصاد اللّبنانيّ والكلّ يعلم أنّه من دون رئيس للجمهوريّة، من دون حكومة جديدة، من دون استعادة الثّقة في البلد، لبنان سيفقد هذا المقعد على طاولة المفاوضات ولن نستطيع الاستفادة من التّرتيبات الّتي تحصل في المنطقة. هذه الدّعوة اليوم هي دعوة مباركة، ندعو بالتّوفيق للرّئيس برّي ولمجلس النّوّاب، لأنّه حان الوقت أن يكون لهذا البلد رأس للدّولة ويعود الانتظام العام إلى هيكل الدّولة ونتمكّن من رفع رأسنا أمام الدّول الأخرى ونفاوض من أجل لبنان ونحجز مقعدًا على الطّاولة.
ـــ هل تعتقد في 9 كانون الثّاني سيكون للجمهوريّة اللّبنانيّة رئيس؟
ـــ هذا ما نتمنّاه، لكن علينا أن نكون واقعيّين، هناك الكثير من التّحدّيات في البلد، لم يمرّ 48 ساعة على وقف إطلاق النّار وتداعياته وكيف سنتحرّك تجاهه، أتكلّم كأحزاب وكإخوان فيه. التّاريخ الّذي حُدّد هو تاريخ طموح، نتمنّى الوصول إلى نتيجة فيه وإذا لم نصل إلى نتيجة فهذه تكون خطوة من أجل تقريب مسار الخلاص، ربّما ليس في الدّورة الأولى إنّما بالّتي تليها أو ربّما إذا كان هناك وعي كامل من مجلس النّوّاب تحصل دورات متتالية. هي خطوة مباركة وكما سعى الرّئيس برّي لموضوع وقف إطلاق النّار، اليوم يسعى وبخطوة وطنيّة ثانية نتمنّى له ولمجلس النّوّاب النّجاح فيها.”