16 مايو 2025
الفاتيكان

البابا لاون الرّابع عشر يزور إخوته في الرّهبة الأغسطينيّة

للمرّة الأولى كحبر أعظم، زار البابا لاون الرّابع عشر، قبل ظهر الثّلاثاء، مقرّ الرّئاسة العامّة لرهبنة القدّيس أغسطينوس الّتي تبوّأ منصب رئيسها العامّ ين الـ2001 و2013، واحتفل مع إخوته الأغسطينيّين بالقدّاس الإلهيّ، وتشارك معهم الغداء، ليغادر قرابة الثّالثة عصرًا، وسط تجمّع حاشد لعدد من الأشخاص خارج مقرّ الرّئاسة العامّة رغم المطر الغزير.

وعن هذه الزّيارة، تحدّث الرّئيس العامّ للرّهبنة الأب أليخاندرو مورال أنطون إلى وسائل الاتّصالات الفاتيكانيّة، وقال بحسب “فاتيكان نيوز”: “إنّ البابا قد جاء إلى الرّئاسة العامّة مثلما يفعل مرّات كثيرة للصّلاة معنا وتناول الغداء معًا”، واصفًا الزّيارة بالعائليّة إلى جانب كونها زيارة شكر.

وأشار أنطون في حديثه إلى “لحظات سعيدة مع البابا الّذي يعرف الجميع هنا والجميع يعرفونه”، وأضاف أنّه “وإلى جانب لقاء أخوته في الرّهبنة فقد أراد تحيّةَ أيضًا العاملين في الرّئاسة العامّة في هذه المرّة الأولى الّتي يزورنا فيها كبابا وقد كان هذا مصدر سعادة للجميع”.

هذا ودعا الأب الأقدس إخوته في الرّهبنة إلى أن يكونوا دائمًا قريبين أحدهم من الآخر وأن يعيشوا الشّركة حسبما يطلب القدّيس أغسطينوس.

هذا وقد نقل موقع “فاتيكان نيوز” حديث عدد من الرّهبان والمسؤولين في الرّهبنة عقب هذه الزّيارة، فـ”منهم مَن توقّف، مثل الأب غابرييلي بيديتشينو الرّئيس الإقليميّ في إيطاليا، عند صعوبة استيعاب أنّ هذه هي زيارة للبابا وذلك لأنّ لاوُن الرّابع عشر بأسلوبه الّذي يطبعه القرب استمرّ في جعلهم يشعرون بأنّهم أمام الأب روبرت الّذي يعرفونه. وتابع الأب بيديتشينو أنّ أخوة البابا الجديد في الرّهبنة قد تحدّثوا عن مشاعرهم عقب انتخابه، إلّا أنّهم اليوم وبعد زيارة قداسته والتّحدّث إليهم يعرفون مشاعره هو عندما تمّ اختياره. ولكن بالطّبع واحترامًا للبابا، قال الرّئيس الإقليميّ، سنحتفظ لأنفسنا بما أخبرَنا به كهديّة أراد أن يقدّمها لأخوته، صحيح أنّه أخونا في الرّهبنة إلّا أنّه اليوم البابا.

أشار من جانبه المطران ليزاردو إسترادا إيريرا أسقف كوسكو المعاون في بيرو في حديثه إلى موقع فاتيكان نيوز إلى أنّ زيارة البابا كانت لحظة عاديّة في الحياة الجماعيّة حيث كان الأب روبرت بريفوست يعتاد المجيء إلى الرّئاسة العامّة ليكون مع الجماعة ويتقاسم معها حياتها. لفت المطران الأنظار من جهة أخرى إلى أنّ البابا لاوُن الرّابع عشر، ومثلما كان يفعل سلفه البابا فرنسيس، قد طلب الصّلاة من أجله، وأضاف أنّ الأب الأقدس قد شكر أخوته في الرّهبنة الأغسطينيّة وحثّهم على أن يستمرّوا في أن يكونوا أغسطينيّين جيّدين وأن يُعَرِّفوا بالقدّيس أغسطينوس. وتابع معربًا عن الشّكر للبابا على لحظة الفرح هذه والّتي كانت مصدر مشاعر خاصّة. تحدّث أسقف كوسكو المعاون بالتّالي عن يوم عاديّ من الحياة في الجماعة إلى جانب كونه يومًا خاصًّا. إًلا أنّ البابا قد أخبر أخوته في الرّهبنة، حسبما تابع المطران ليزاردو إسترادا إيريرا، أنّه لن يتمكّن بعد من زيارتهم بشكل يوميّ مثلما كان يفعل من قبل، فهذا سيكون واحدًا من الأفعال الّتي سيكون عليه منذ الآن التّنازل عنها. وقد قال الأسقف المعاون هذه الكلمات بنوع من الحزن، حزن مَن يدرك أنّ أخاه قد أصبح أكثر بعدًا إلّا أنّه يدرك أيضًا أنّ هذا هو ثمرة كون هذا الأخ قد أصبح اليوم أبًا وراعيًا للجميع.”